الدروس المستفادة من قصة ماعز
قال الحافظ بن حجر _ رحمة الله علية _ في شرحه لحديث ماعز :
(وفي هذا الحديث من الفوائد منقبة عظيمة لماعز بن مالك لآنه استمر علي طلب إقامة الحد علية مع توبته ليتم تطهيره ولم يرجع عن إقراره مع أن الطبع البشري يقتضي أنه لا يستمر علي الإقرار بما يقتضي إزهاق نفسه علي ذالك وقوي عليها وأقر من غير اضطرار إلي إقامة ذالك عليه بالشهادة مع وضوح الطريق إلي سلامته من القتل بالتوبة ....
ويؤخذ من قضيته أنه يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلي الله تعالي ويستر نفسه ولا يذكر ذالك لآحد , وأنه من اطلع علي ذالك يستر عليه ولا يفضحه ولا يرفعه إلي الإمام كما قال رسول الله (ﷺ) في هذة القصة لهزال : (لو سترته بثوبك لكان خيرا لك ) .
وقال ابن العربي : ( هذا كله في غير المجاهر , فأما إذا كان متظاهرا بالفاحشة مجاهرا فإني أحب مكاشفته والتبريح به لينزجر هو وغيره ) .
وفيه : التثبيت في إزهاق نفس المسلم والمبالغة في صيانته لما وقع في هذة القصة من ترديده والإيماء إليه بالرجوع والإشارة إلي قبول دعواه إن ادعي إكراها . أو أخطأ في معني الزنا أو مباشرة دون الفرج مثلا أو غير ذالك .
وفيه: مشروعية الإقرار بفعل الفاحشةعند الإمام وفي المسجد والتصريح فيه بما يستحي من التلفظ به من أنواع الرفث في القول من أجل الحاجة الملجئة لذلك .
وفيه: أنه يستحب لمن وقع في معصية وندم أن يبادر إلي التوبة منها .
واستدل به علي اشتراط تكرير الإقرار بالزنا أربعا
وفيه : جواز تفويض الإمام إقامة الحد لغيره .
واستدل به علي أنه لا يشترط الحفر للمرجوم .
وستائتي فوائد أخري _ إن شاء الله تعالي _ في قصة الغامديةفيما بعد باذن الله تعالي .
أخي :
قدم لنفسك توبة تحظي بها
قبل الممات وقبل حبس الألسن
واسبق بها فوت النفوس فإنها
زخر وغنم للبيب المحسن
إرسال تعليق